Home

REUTERS : مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل تثير “أزمة”!

 

علقت صحف ومواقع لبنانية على انطلاق الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية وما صاحب ذلك من جدل في لبنان حول الوفد المفاوِض.

وسادت نبرة يغلب عليها التشاؤم بين الكتاب الذين انصبت أغلب تعليقاتهم على حالة التشظي داخل البلاد والخلاف بين الكتل السياسية على كل شيء، بينما البلد يعاني انهيارًا اقتصاديا وخلافا سياسيا حادا ولم يبرأ بعدُ من تداعيات انفجار مرفأ بيروت.

وقد ثار جدل  نشرته BBC نقلا عن REUTERS في لبنان إثر الإعلان عن الوفد المفاوِض الذي ضمّ مدنيين وعسكريين، إذ يصرّ الثنائي الشيعي -حزب الله وحركة أمل- على أن يكون الوفد تقنيا على غرار مفاوضات سابقة.

“لحظة ضعف”

وخصصت جريدة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله ملفا عن المفاوضات، واعتبرت أن “قرار التفاوض غير المباشر مع العدو يمثل لحظة ضعف سياسية لبنانية غير مسبوقة”.

ورأت الجريدة أن إسرائيل هي “المستفيدة” وأن حاجتها “إلى إطلاق آلية تفاوض مباشر أو غير مباشر مع بلد مثل لبنان، يمثل انتصارا للعدو بمعزل عن نتائجه”.

وتقول الجريدة: “جهّز العدوّ الإسرائيلي أوراقه وأسلحته لبدء التفاوض مع لبنان … ينطلق التفاوض غير المباشر بحضور الوسيط الأمريكي. والأخير، هو السلاح الأقوى في ترسانة العدوّ التفاوضية”.

وتضيف الأخبار اللبنانية: “العدو الإسرائيلي … في البداية فرض رفع مستوى الوفد المفاوض من تقني إلى سياسي. ثم بدأ الترويج لطبيعة المفاوضات ونتائجها ورؤيته لعراقيلها، مانحًا نفسه صفة مخلّص لبنان من أزمته الاقتصادية التي يريد ‘أعداء إسرائيل’ لها أن تستمر”.

وتتابع: “في المقابل، يمضي لبنان إلى التفاوض بوفد منزوع الشرعيّة دستوريًا وسياسيا وتقنياً. رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أصدر بيانا أول من أمس رأى فيه أن قرار تأليف الوفد، من قبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مخالف للمادة 52 من الدستور، التي توجب الاتفاق مع رئيس الحكومة خلال التفاوض لعقد المعاهدات الدولية وإبرامها”.

وترى الجريدة أنه بسبب الإصرار على وجود مدنيين في وفد التفاوض من الناحية السياسية فقد “نُزع غطاء الإجماع اللبناني عن التفاوض … فمن غير المفهوم بعدُ سبب الإصرار على وجود المدنيّين في الوفد”.

ويرى موقع المدن اللبناني أن موقف حزب الله وحركة أمل “يشير إلى خلاف كبير مع توجهات رئيس الجمهورية ميشال عون، مع الإشارة إلى أن الإسرائيليين والأمريكيين يصرون على إعطاء طابع سياسي للمفاوضات من خلال الوفد الإسرائيلي الذي تم تشكيله ويضم مستشارًا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو”.

يقول الموقع: “من غير المعروف إذا ما كان هذا الموقف سيؤثر سلبًا على مسار المفاوضات أو سيعيقها، أم أن الحزب سينجح مجدداً بدفع عون إلى التراجع، أما في حال أصر عون على موقفه والمضي في المفاوضات، يعني أن المشكلة ستكبر بينه وبين حزب الله، إلا إذا لجأ حزب الله إلى مثل هذا البيان الليلي لرفع العتب، ورمي الكرة فقط في ملعب رئيس الجمهورية بشكل علني، بينما تستمر المفاوضات على حالها”.

وينتقد عماد مرمل في جريدة الجمهورية اللبنانية هذا الخلاف على كل شيء في لبنان في ملف “بالغ الحساسية” مثل ترسيم الحدود.

ويقول الكاتب: “إذا كان من المعروف أنّ الداخل اللبناني منقسم على نفسه حتى التشظي، ويحترف المناكفات والنزاعات ‘عالفاضي والمليان’، فإنّ ما ليس مفهوما هو أن ينسحب هذا النمط من السلوك على ملف فائق الحساسية، يتصل بالتفاوض مع العدو الإسرائيلي حول حدود لبنان البحرية وما تختزنه من حقوق نفطية”.

ويضيف: “إنّ مفاوضات صعبة من هذا النوع تحتاج حُكماً إلى تجميع كل عناصر القوة لتحصين موقع الوفد اللبناني، الذي سيجد نفسه بدءًا من الجولة الأولى في مواجهة مجموعة من ‘الثعالب’ الإسرائيلية، التي ستحاول استدراجه إلى كثير من الأفخاخ، متكئة على كتف وسيط أمريكي متعاطف ‘جينياً’ مع تل أبيب”.

ويتابع الكاتب: “إنما، وبدل أن يواجه لبنان الرسمي هذا التحدّي بأفضل الشروط الممكنة، طغت الاعتبارات الضيّقة على حسابات البعض، وتمدّدت بقعة زيت الانقسامات التقليدية إلى الإدارة السياسية المسؤولة عن فريق التفاوض

Show More
Back to top button
error: Content is Protected :)