HomeNews

Reports : دودة السفن Teredo navalis ” اللغز ” وراء تدمير سفن كولومبوس وفى الفلبين “طبق شهى “!

ومازالت  “ديدان السفن”، كما يطلق عليها العلماء والمتخصصون، إلى اليوم، تؤرق  البحارة والعاملين في القطاع البحري حول العالم، بسبب الأضرار الكبيرة التي تخلفها هذه الكائنات على المنشآت البحرية والسفن بمختلف أنواعها.
ويطلق البحارة على هذه الحيوانات الغريبة اسم ديدان السفن أو “نمل البحر الأبيض”، لكنها في الحقيقة مجموعة استثنائية من المحارات الملزمية التي تعيش في المياه المالحة والتي تحمل على أجسامها أصدافا صغيرة جداً.

لها سجل كبير فلى جرائم البحر !

اكتسبت هذه المخلوقات سمعتها السيئة على مر العصور بسبب قدرتها الغريبة على تحطيم كل المنشآت البحرية الخشبية أو غيرها من السفن والموانئ والأرصفة البحرية.
وتحيّر هذه المخلوقات منذ آلاف السنين البحارة بسبب قدرتها الغريبة على التهام الأخشاب بسرعة كبيرة جدا، ولها سجل كبير وقديم بارتكاب “جرائم البحر” الغامضة حيث تسببت بانهيار الكثير من الموانئ والأرصفة البحرية القديمة وغرق السفن الخشبية أو التهامها للمواد الخشبية التي تستخدم بداخل السفن الجديدة.

تمتلك قدرات محيرة للعلماء ولاتصدق !

وبحسب المقال المنشور في مجلة “sciencealert” العلمية المتخصصة، تحت عنوان (الخراب الذي تسببه ديدان السفن لا يزال لغزا بعد آلاف السنين)، لا تزال هذه الديدان الغامضة تشكل مشكلة حقيقية غير معروفة بالنسبة للعلماء.
وأكد عالم الأحياء الدقيقة، روبن شيبواي، من جامعة “بورتسموث” البريطانية أن قدرة هذه الكائنات غريبة جدا، واصفا هذه القدرة بـ”الأمر الذي لا يصدق”.
وقال العالم في ورقة بحثية نشرها في مجلة “Frontiers in Microbiology” العلمية المتخصصة بعلم الأحياء الدقيقة، واصفا الجرائم التاريخية لهذه الدودة: “كتب الإغريق القدماء عنها، وفقد كريستوفر كولومبوس أسطوله بسبب ما أسماه (الخراب الذي أحدثته الدودة)، واليوم، تسبب ديدان السفن أضرارًا بمليارات الدولارات سنويًا”.
وأكد العالم أن عملية هضم هذه المخلوقات لكميات كبيرة من الأخشاب لا تزال سرا غامضا مقارنة مع الحيوانات الآكلة للأخشاب على الأرض، مثل النمل الأبيض.

Minifunaient Minifuna وغزو الديدان المسطحة هامرهيد

عادة ما تتعلق قدرة هضم الأخشاب لدى المخلوقات التي تتغذى عليها بالميكروبات، ولكن اكتشف أن ديدان السفن، التي هي في الواقع محار، تمتلك أحشاء معقدة وخارقة بشكل مدهش. ولا يستطيع الباحثون معرفة الطريقة التي تستطيع من خلالها هذه المخلوقات التهام “الخرسانة الخشبية” وتحليل مادة اللغنين (الليغنين  عبارة عن مركب كيميائي معقد يستخرج في أغلب الأحيان من الخشب، حيث يشكل حوالي ربع إلى ثلث الكتلة الجافة منه. يعد الليغنين من المكونات الجدار الثانوي في الجدار الخلوي للنباتات، وبعض الأشنيات).

الأبحاث ما تزال عاجزة عن كشف السر

يقول عالم الأحياء المجهرية ستيفانوس سترافورافديس، من جامعة “ماساتشوستس” في أمهيرست: “لقد قمت بتحليل الجينوم لخمسة أنواع مختلفة من دودة السفن، بحثًا عن مجموعات بروتينية معينة تنتج الإنزيمات التي نعرف أنها قادرة على هضم اللجنين… لم يظهر بحثي أي شيء، فكيف تقوم ديدان السفن بهضم كل هذا الخشب؟ يبقى ذلك لغزا”.
وبحسب المقال، فشلت جميع الأبحاث السابقة التي أجريت على هذه المجموعة من المحار في تحديد أي إنزيمات معروفة تستطيع تحليل مركب اللغنين.
لحق ديدان السفن أضرار بالغة بالهياكل الخشبية ووالأساسات البحرية العميقة، وأصبحت محل دراسة للعثور على وسائل لمنع هجماتها. استخدم التغليف النحاسي للسفن الخشبية في أواخر القرن 18 وما بعدها، كطريقة بمنع الأضرار التي تسببها “ديدان تردو”. أول استخدام موثق تاريخياً للتغليف النحاسي كانت تجارب عقدت من قبل البحرية البريطانية على السفينة إتش‌إم‌إس ألارم، والتي تم تغليفها بالنحاس عام 1761 وتم تفتيشها بدقة بعد رحلة قامت بها لمدة عامين. في رسالة من طاقم البحرية إلى إمارة البحر ترجع إلى 31 أغسطس 1763، كتب فيها “طالما أن اللوحات النحاسية يمكن أن تبقى على القاع، بالتالي سيتم تأمين الألواح بالكامل من خطر الدودة”.

دودة السفن - ويكيبيديا

في هولندا تسببت دودة السفن في أزمة في القرن 18 بعد مهاجمتها الأخشاب المبطنة للأسوار البحرية. بعد ذلك أصبح من اللازم تبطين الأسوار البحرية بالأحجار. مؤخراً تسببت التردو في الكثير من الانهيارات البسيطة على إمتداد الواجهة البحرية لنهر هدسون في هوبوكن، نيوجرزي، بسبب الأضرار التي لحقت بالدعائم الموجودة تحت الماء.
في أوائل القرن 19، ألهم سلوك وتشريح دودة السفن للمهندس الفرنسي [مارك [إيزمبارد برونل|مارك برونل]]، والد المهندس البريطاني الشهير إيزمبارد برونل. معتمداً على رصده كيف تتمكن دودة السفينة عن طريق مصراعيها من الحفر في الخشب وتحميها من أن تنسحق بسبب تمدد الخشب، صمم برونل هيكل نفق حديدي مبتكر – درع النفق – الذي يمكن العمل من المرور في الأنفاق بنجاح من خلال قاع البحر المستقر نسبياً تحت التايمز. نفق التايمز كان أول نفق عملاق ناجح بني تحت نهر ملاحي.

طبق شهى فى الفلبين !

في پالاوان وأكلان، بالفلپين، تسمى على دودة السفن تاميلوك وتعتبر من المأكولات شهية هناك. تحضر ديدان البحر ككينيلاو – أي تؤكل نيئة بعد تتبيلها بالخل أو عصير الليمون، ويضاف إليها حلقات الفلفل الأحمر والبصل، في طريقة تشبه الكڤيچه. مذاق اللحم يمكن مقارنته بمجموعة متنوع من الطعام، من الحليب إلى المحار.
Show More
Back to top button
error: Content is Protected :)