HomeNews

الكاتب الكبير محمود الشربينى : احب ” البحر” لكن “اخشاه ” وهو يحمل لى ذكرى لى أليمة

العجوز والبحر لهيمنجواى رواية عبقرية وهو مبدع لايمكن وصفه

البحر العربى غير مظلوم ابداعيا فهو حاضر فى كل الاعمال الابداعية

يوسف شاهين قدم فيلم  صراع في النيل ، وهناك فيلم رسايل بحر الذي لعب بطولته آسر ياسين

عقل الكاتب فى قلمه هكذا قال الكاتب والمبدع الصربى ( اليوغسلافى ) برانسيلاف نوشيتش ومثلما قالت الكاتب المغربية زهرة عز فى حوار معها  ان الكاتب بركان خامد فى مخاض لا منتهى !هكذا كان محمود الشربينى عبر رحلته الطويلة بدءا من قريته طحانوب احدى قرى شبين القناطر قليوبية شمال القاهرة

ورغم ان “ظلم ” بعدم تعيينه معيدا باعتباره اول دفعته قكلية الاداب قسم تاريخ عام 1984 الا ان القدر كان يخبئ له ماهو افضل حين بدأ الطريق مع صاحبة الجلالة وداخله يقين وارادة وعزيمة ان يصبح يوما اسما كبيرا فى عالم الصحافة والابداع والادب وقد كان حين بدأ الطريق من مجلة صباح الخيرة وقد القى وراء ظهره كللمة مستحيل  حين التحق بجريدة الانباء الكويتية عام 1987 وقد حقق الكثير من ” الخبطات الصحافية ” التى ترسم ملامح شخصية محمود الشربينى

فقد كان اول من ابلغ الكاتب الكبير نجيب محفوظ بفوزه بجائزة نوبل واخر من ادار حوارا مع المبدع صلاح جاهين قبل ان يغيبه الموت لينفرد بحوار معه قبل رحيله بومين 

وفى هذا الحوار نادى الموج ” الشربينى ” خاصة وان البحر لديه ” حب ” ومثلما قال : كم يخفق قلبى بالبحر

وامواج البحر لديه اشبه باخاديد الافكار وهى تتصارع

ورغم حبه للبحر الا انه يخشاه ( ! ) وبنبرات حزينة يتذكر كم كان للبحر ذكرى تعيش فى دمه لاينساها حين حاولت امواج البحر ان تختطف شقيقته الراحلة الجميلة رغم اجادتها للسباحة الا انها صارعت الموج ليتم انقاذها لياتيها القدر بعده بثلاث اعوام ليفقدها فى حادث مفجع مروع

غريبة هى الدنيا والاغرب هو هذا الغامض الكبير رغم ان الشاعر خليل الخورى فى قصيده ” الى البحر : كم هو عظيم هو البحر فهو اعظم من كل السلاطين

انه حوار له مذاق خاص مع الكاتب الصحفى والاديب الكبير محمود الشربينى لانه بطعم البحر

وكانت اول الخيط وبداية الحوار

No description available.

ماذا يمثل  البحر لكاتبنا الكبير والمبدع محمود الشربينى ؟

  • – البحر عندي هو الحب ..كم يخفق قلبي للبحر ..كأنه حبيبتي ..البحرهو الماء ..والماء هو الحياة ..وكل ماء عندي حياة وحب ..ماء البحر المتماوج في لجته العميقة .. أرقب حياته وحيويته وضخامة ومخافته بكل حب ..حتى ملحه .. طهر ..و ماء النهرالرقراق الجاري بهدوء.. ماء حب ..وماء الجدول ماء حب..البحر عندي هو الماء ..ماء الحياة .. ماء الحب .
  • حين أراقص حبيبتي في قلب الماء ، لا أتردد فى لثم إصبعها الصغير في الماء،حتى إصبع قدمها .. أفعل ذلك محتميا بالحب .. وكتبت ذات مرة نصًا بهذا المعني:
  • هكذا

ناداني الموج :

أقبِلْ

هاهي مدن الرمل تلوح على أفق النار

شيدتها

كما أشيد الحواجز والأسوار

من ماء ومطر

وبريق يتوهج

ويستعر

وحريق  يشتعل في القلب

ثم يخمد

وينكسر 

أخاديد الأفكار تتصارع

كأنها أمواج موازية :

أحبك ..وأرفضك

أغمرك ..وأتقيك

وأبتهل في اللجة العميقة أن تثوبي إلىَّ

عيناي تذروهما المياه المالحة

والرياح العاتية

وعيناك :

عيناك تتقدان وجدًا

وتبرقان رغبة

ونشوة

وتغنيان

تكتبان بأهدابهما   فصولا في كتاب الغرام

تتماوجان

تتناغمان

تراوغان

تتمرغان في العشق والدلال

ثم

وفي رحم النور

يفاجئني حطامها

مشتعلا

تتفحمان مزاجًا

تنثقبان كفتحة قبر مخيفة

يلوح على أفقها عذاب السنين

ورئة العشق مثقوبة

وشريان الحياة

 يصارع موت الفجاءة

أنا حديٌ معي جدًا

لاأقبل شِرْكًا  ولا شَرّكًا

لاأنصب سيركًا

لكني أصنع نوًعًا  من أُنْس الوجود

عساها  الوحدة تنعتق

تنطلق من عقالها

تتحرر 

فتسرج الروح نفسها

 بضفائر من حرير

تزهو 

تبصر في المدار 

تطير

أو تحلق في الفضاء

ويصير المدى سهلًا

 والنور  مرصع في الأحداق

كتعاويذ ملونة

تكتب سيرة أحدهم

كان قد مرّ من هنا

ويحلم بالميلاد الجديد

وهكذا أعود

No description available.

هل تخاف ثورة البحر ؟ وماذا تقول له لو جاءت فرصة ان تحادثه ؟

  • انني أتحدث للموج فعلا ..نعم أحبه ..ونعم أخشاه.. في عام من الأعوام لازلت أذكر مشهدا صعبًا ..كانت شقيقتي وانا نحاول التمتع بالبحر ..بحرالإسكندرية أو العريش ..لعلى لاأتذكر الآن .. شقيقتي كانت تعرف السباحة .. وانا كنت نسيتها ..كان ذلك غريبا .. قاومنا الموج بأن نجعله يعبر فوقنا ونمر من تحته ، ومرة اثر مرة نسينا كل شيء، نسينا أين أصبحنا في قلب البحر ، وإذا بالأرض وكأنها تميد من تحتي .. الرمل يعبث تحتي كإنه يخور وينازع ويئن و يتسرب من تحتي بقوة وبقسوة حتي أنني حاولت التشبث بمكاني عبثًا ، وقاومت قاومت حتي أمكنني العوده قدما واحدة للخلف كانت كفيلة بانقاذي ، وحانت مني التفاتة الى شقيقتي فإذا بها كأنها ترسل لى إشارة وداع .. نعم كان الرمل يبعث بحياتها وحيويتها في الماء.. يكاد يخطفها الى القاع ، وأدركت من لحظة الوداع أنها مودعة للحياة بالفعل ..كانت في عمر الجمال واشراقته .. في ربيع عمرها الرابع والعشرين .. عنايةالله وحدها انقذتها واعادتها لى .. لكي تعانق الموت بعد ثلاثة أعوام لاأعرف لكن في حادث مفجع .رحمها الله شاركتني كثيرا من محبة البحر وذكرياته.
  • شواطىءالابداع العربى
     
  • No description available.

-هل الادب البحرى له اهتمام فى ابداعاتنا العربية ؟

  • لطالما كان البحر ملهما في ابداعه ، ولعلنا نذكر بيت الشعر العربي الجميل بقلم شاعر النيل حافظ ابراهيم الذي يقول فيه:
  • أنا البحر في أحشائه الدر كامن //فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي ..
  • والروائي العربي السوري الكبير حنا مينا يعرف بأنه روائي البحر وله ثلاثية بعنوان حكاية بحار ، والدقل والمرفأ البعيد .وكم من كتاب كان البحر والنهر مرفأ لهم ، فهذا على محمود طه  يكتب الجندول بجمال :أين من عينيك هاتيك المجال //ياعروس البحر ياحلم الخيال
  • وهذا محمود حسن اسماعيل يكتب مسافر زاده الخيال // والسحر والعطر والظلال ..وهى من اروع ماكتب عن النيل

– ويصف الشاعر محمود درويش البحر قائلا: “أنا ذاهب لأتأمل البحر، الزبد الأبيض الطري يشير إلى أطراف الموج ينبئ بأكثر من كل تصريحات القادة، العلم، الوطن، الجريدة، الإذاعة، والتلفزيون، أنا ذاهب لأتأمل البحر… مطر يسقط على الماء، ولا حاجة بي إلى البكاء… البحر دموعي.”

وللشاعر خليل الخوري قصيدة بعنوان “إلى البحر” وقف فيها عند تعددية البحر في كونه يملك وجوها شتى فيقول:

عظيم هو البحر، أعظم من كل السلاطين

  • الأديبة دانه خياط كتبت مجموعة قصصية بديعة بعنوان رسائل بحر ، حيث يلقى فيها البحر  برسائله  الغامضة في زجاجات تسبح طويلا في أمواجه حتي تصل لمستحقيها ، وهناك رواية بعنوان مالم يقله البحر  لمصطفي نصر
  • عالميا هناك قصص مثل  تايتانيك ، ومثل موبي ديك وهناك روايات لارنست هيمنجواي وفيكتور هوجو وغيرهم
  • طبعا البحر حاضر في الابداع وملهم ..ملهم بحب .. وواضح بقوة ،ومخيف بشراسة ولا يتورع ايضا عن الخداع وأخذ الأحباب
  • البحر جميل رغم كل العذاب والخوف من المجهول فيه .
  • No description available.

ارنست هيمنجواى ورائعته العجوز والبحر والتى تحولت الى افلام متعددة لمخرجين كثر فهل قدمت يوما ايا من ابداعاتك البحر هو الهامك ؟

  • العجوز والبحر لهيمنجواي رواية عبقرية ، فهذا العجوز سنتياجو قضي اكثر من 83 يوما يحاول الصيد ، ويخرج له كل يوم ،ولكنه كان يرجع إلى قريته خاوي الوفاض ، حتي أصبح محل سخرية الناس في قريتة ، إلى إن جاء يوم استطاع فيه أن يصارع بشبكته سمكة شديدة الضخامة ونجح في أن يفوز لها بعد معركة دامية ، ولكنه صادف مزيدًا من الحظ العاثر، فقد جاءت سمكة قرش مدفوعة برائحة الدم ، لتأتي تماما على السمكة ، وهكذا بعد ان كاد العجوز يرد أعتباره إذا به يفقد كل ما حاول من أمل وكل مابذل من عناد وجهد ليغير النظرة اليك ،ولم يجد في النهاية مفرًا من أن يحمل بقايا الهيكل العظمي لسمكه ليتركه على الشاطيء ، وكأنه يقول للناس كفاكم سخرية فقد حاولت جهدي ولكن هذه هى نتيجة تعبى
  • نبذة عن إرنست همنجواي - سطور.
  • هيمنجواي مبدع لا يمكن وصفه ، وهو خالد وسيبقى عمله خالداً ، ولا تخلده أعماله فقط ولا نوبل الادب التي حازها فقط ، ولكنه خالد برحيله المأساوي عن عالمنا بعد انتحاره . ولاأظن أن مبدعاً يمكنه أن يضع أسمه في جمله واحدة مفيدة مع هيمنجواي أسطورة أدباء القرن العشرين.
  • من موبي ديك إلى تايتانيك

  • ◙ | شاهد | كيف تغير شكل أبطال «تيتانيك»: 23 عامًا مروا على الفيلم - المصري لايت
  • تايتنيك غزت العالم كفيلم سينمائى ترى لماذا تغيب الكتابات السينمائية والدرامية من كتابات المبدعين رغم مالدينا من موروثات ابداعية فى هذا المجال ؟

  • رسائل البحر او  ماسيدج ان ذا بوتيل التي لعبها عالميا كيفن كوستنر مع الجميلة روبين رايت كاتر و  موبى دايس  الذي لعبة جريجوري بيك ، ثم تايتانيك التي لعبها النجمان ليوناردو دي كابريو  وكيت وينسليت هذه الأفلام من أروع الأفلام التي قدمتها السينما العالمية عن البحر ، بل يمكنني أن أضيف إليهما فيلم  مدافع نافارون من بطولة إيرين باباس وانتوني كوين وجريجوري بيك أيضا . أفلام عالية المحتوي ، ومصنعه بعناية فائقة ، والبحر فيها عامل أساسي للغاية . ومشاهدة هذه الأعمال متعة ..خصوصا إذا كان ذلك في خصوصية مع إمرأة تعشقها ، أو في عمومية مع أصدقائك ، لها في كل الاحوال مذاق آخر .
  • صراع في الميناء
  • وإذا كنا نتحدث عن أعمال سينمائية مصرية فالبحر كان دوما ملهمأ للكتاب والمخرجين ، فيوسف شاهين أكثر من فيلم منها  صراع في النيل ، وهناك افلام رسايل بحر الذي لعب بطولته آسر ياسين ، وهناك أفلام لعادل امام وسمير صبري ..طبعا درة هذه الاعمال يمكننا أن نراها في ذلك الصراع على أهم مرفأ مائي في العالم وهو مرفأ قناة السويس الذي تسبب تأميم الرئيس عبد الناصر له في عدوان ثلاثي شنته قوي الاستعمار والصهيونية للفوز به ولم ينجحوا أمام إرادة وصمود الشعب المصري .
  • No description available.
  • هل تمارس ايا من الرياضات البحرية ؟ واذا كنت يوم تحلم باحدى هذه الرياضات فماهى ؟

  • كنت أحب اللعب بالكرة الطائرة في شبابي والآن اصبحت عجوزا على ذلك .
  • والحقيقة أنني إبن الطبقة المتوسطة التى لم يكن لديها الاملاك الضخمة التى تمكننا من ارتياد الأندية الكبري فنتعلم رياضات الماء والتزلج والكره الشاطئية ونحو ذلك .كان اقصي مالدينا هو ركوب الخيل ، والتمتع بجداول المياه في الحقول ونزول الترع الكبري حولنا ، والتمتع بحدائقنا ومزارعنا ، لكننا كنا كعائلة بعيدين عن القاهرة بما يتيح لنا مجاراة أولاد البندر في تعلم هذه الرياضات والحقيقة أنني كنت أتمني أن يتاح لي في طفولتي تعلم كل هذه الرياضات ، التى أتيح لى ممارستها فقط و أنا على عتبات الشيوخ وليس كما كنت احلم بها في شبابي.
  • No description available.

كيف نعمل على الاهتمام بهذا النوع من الابداع سواء على مستوى الكتابة الابداعية او الدرامية والسينمائية ؟

– الحقيقة أن هذه آمال عريضة تحدونا بقوة ، ولكننا في الوقت الراهن بعيدون عنها بقسوة . بل وبمرارة .الإبداع اليوم في أضعف حالاته . الابتكار غائب ، والضحالة الثقافية سائدة وفقر الخيال سمة أساسية ، اللهم الا محاولات هنا وهناك لبعض الكتابات المرموقة ولبعض الكتاب المعبرين .. أجيال كبيرة من المبدعين والنقاد رحلوا ولم يفلح أحد في سد فراغهم .. ولم يقدم الكتاب الجدد للمكتبة العربية ما يمكننا أن نزهو به ..

هناك كتاب وكاتبات يقمن بمحاولات مبتكرة ، لكن هذا العصر هو أكثر عصور الابداع ضآلة ..لا يمكن أن تقول أن هذه قصة او رواية او قصيدة مجيدة ، الا فيما ندر مثلا . كتابات تنشر وتنسي وربما لا يقرؤها أحد .. هذا ليس عصر القراءة وتعب العقل والخيال والتفكير المتأني والدراسة وانما هو عصر الصورة والفيديو القصير الذي يقول كل شيء في ثوان .عصر الاستسهال ينتج ابداعا من نفس العينة ..وفضلا عن ذلك غياب حركة النقد الحية القادرة على ضبط ايقاع الابداع تؤثر كثيرا ، فلم يعد الأديب يحتاج إلى ناقد أو حتي يسعى إليه كما كان يحدث سابقا .وهناك من يرون أن عصر السرد إلى زوال ، وأن زمن الشعر في صعود ..

لكن أيا ماكان الإمر فالتحولات العاصفة في المجتمع المصري منذ العام ١٩٧٠ وماحدث في التربية والتعليم والثقافة والفنون والعلوم كل هذا أثر كثيرا جدا فتراجع كل شيء ، حتي أنك تري اليوم شركات غسيل أموال تطبع كتبا بالجمله لمن لا يستحقون نشر سطر واحد لهم ، وتجد ان أرباع الموهوبين يذهبون إلى دور نشر لا هم لها سوي الكسب ، ويدفعون ثمن طباعة خمسين نسخة من أي عمل لهم لنفاجأ بأن أرفف المكتبات العربيه مرصوصة بالكتب الغثة والتي لا ابداع فيها . نحن نعيش مآسي في عالم الإبداع والنشر ، كما أن هناك قيودا على عالم الابداع ومساحات التعبير الحر تضيق إلى حد بعيد .حال الابداع والنشر بأمانة مزري ولايغري بالولوج إليه.

No description available.

هل البحر العربى ابداعيا مظلوم ؟

  • لا أظن أنه مظلوم .. فيكفى أن أغلب الكتاب الكبار يذهبون الى ضفافه وشطآنه ، ليكتبوا في حضرتها ..هذا نجيب محفوظ عاشق الاسكندرية ، وكان يرتادها شتاء ، وهذا وحيد حامد حتي قبل رحيله كانت حديقة الميريديان المطلة على النيل جزءا من طقوسه اليومية في الكتابة ..بالعكس البحر حاضر في جميع الاعمال الإبداعية.
Show More
Back to top button
error: Content is Protected :)