كتب مجدى صادق ( نقلا عن مجلة الاقتصاد اليوم السعودية )
يحظى ميناء جدة الإسلامى بأهمية جيو استراتيجية بين اهم الموانئ العالمية وهو يعمل ضمن قواعد وتعليمات المنظمة البحرية الدولية ( IMO ) فى ظل العمل على مسايرة التطورات الحثيثة فى مجال الموانئ واللوجيستيات , ومدى تأثير الثورة الصناعية الرابعة (4IR) من إستخدام البلوك تشين وانترنت الاشياء والذكاء الاصطناعي والموانئ الذكية وهو مايسعي ميناء جدة الاسلامى ان يكون فى صدارة تلك الثورة مع غيرها من اهم الموانئ فى العالم التى تساير تطورات تلك الثورة التى تنعكس على المجتمع الملاحى والمينائى فى العالم .
ويعد ميناء جدة الاسلامى من أقدم الموانئ السعودية والذى بدأ تطويره منذ عام 1979 وقد بدأ ب 10 ارصفة ليصل الان الى 62 رصيفا مؤهلا بأحدث التجهيزات والمواصفات العالمية فى استقبال كل أنواع السفن بطول 12- 30 متر !
والميناء يحتل مساحة 11,4 كيلو متر مربع على عمق بحري يقدر بنحو 18 مترا والتى تتسع لاحدث أجيال سفن الحاويات بحولات تصل لأكثر من 14 ألف حاوية قياسية ويعتبر ميناء جدة الإسلامى بموقعه الجغرافى على ساحل البحر الأحمر من أهم طرق التجارة البحرية فهو يقع مابين خطى عرض 28,21 درجة شمال وخط الطول 39,10 شرق .

الاهمية التاريخية
اهميته التاريخية يكتسبها الميناء كونه مدخل رئيسي للمدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة وهو الميناء الأكبر بين موانئ المملكة حيث يقوم بمناولة أكثر من 65% من حجم البضائع عبرالموانئ السعودية اذ يمتلك الميناء إسطولا من الزوارق البحرية مثل زوارق القطر والسحب والأنقاذ , وزوارق مكافحة الحريق والزوارق البحرية الخاصة بمكافحة التلوث ,وسفينة إرسال عوامات , إرشاد السفن بالإضافة الى عدد من زوارق الإرشاد والإرساء وجميع النفايات علاوة على رافعات متحركة عائمة جمولة 200 طن , ويتم مراقبة حركة السفن من خلال برج المراقبة البحري المتطورة لخدمة ومراقبة ملاحة ” فى تى اس ” المجهزة الاتصالات والرادارمع نظام السفن ,
يتم التداول داخل ميناء جدة الاسلامى حاليا نحو 60% من الوارادات البحرية للمملكة اذ يتسم هذا الميناء المحورى بكونه مركزا استراتيجيا على مسارات التجارة ونقل البضائع بين الشرق والغرب .
وفى هذا الاطار تتجه سلطات ميناء جدة الاسلامى ضمن المخطط الذى بدأ العمل فيه تطوير قنوات الربط البرية على إمتداد شبه الجزيرة العربية بين جدة وميناء جبل على فى دبى بالاضافة الى المدن الاخري فى المملكة من خلال الخدمات اللوجيستية المدعومة بالتقنيات الحديثة والتكنولوجيا الذكية نتاج الثورة الصناعية الرابعة IR4.

من المؤكد ان موقع المملكة الجغرافي والجيوسياسي كمركز محوري ورئيسي لمسارات التجارة العالمية ونقطة ربط بين القارات الثلاث الذى يمر من خلاله ثلث التجارة العالمية يعطى زخما أكبر لعمليات التطوير التى تحدث باستمرار لهذا الميناء لمواكبة التطورات العالمية فى استقبال السفن الضخمة والذكية وتحقيق لمستهدافات برنامج تطوير الصناعات الوطنية والخدمات اللوجيستية ضمن رؤية المملكة الطموحة 2030 وهذا مايدفع الى تعزيز التنافسية فى ظل التحديات العالمية مما يجعل المملكة بهذا الزخم التقنى والتكنولوجى ” منصة ” لوجيستية جاذبة عالميا !
حلة جديدة مع بدايات 2020
ميناء جدة الاسلامى مع بدايات 2020 سيصبح بحق فى ” حلته ” ومرحلته الجديدة ” بوابة ” المملكة لهذا القرن بعد ام دخل عمليات التطوير والتحديث فى كافة قطاعاته ضمن جملة من المشروعات العملاقة تجاوزت قيمتها أكثر من 9 مليارات ريال ,
وكانت موانئ دبى العالمية قد حصلت على إمتياز بناء وتشغيل ونقل الملكية من قبل الهيئة العامة للموانئ بالمملكة لادارة وتطوير محطة الحاويات الجنوبية فى ميناء جدة الاسلامى متعدد الاغراض بتكلفة تقدر ب 500 مليون دولار أمريكى حيث شارك وزير النقل رئيس مجلس الهيئة العامة للموانئ صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الحزيف ورئيس الهيئة العامة للموانئ سعد الخلب من الجانب السعودى بينما شارك من الجانب الإماراتى رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذى لشركة موانئ دبى العالمية ووفد برفقته وبحضور أمير منظقة مكة بالنيابة الأمير بندر بن سلطان ,ىوبموجب هذا الاتفاق يتم على إثره عمليات التطوير الجذرى فى البنى التحتية للميناء حتى يكون جاهزا لاستقبال سفن الحاويات العملاقة ” بيتاماكس ” والعمل على زيادى ارصفة الميناء البالغة نحو 61 رصيفا لاستقبال اكبر عدد من السفن .
يذكر ان الميناء شهد زيادات نمو كبيرة فى استقبال الحاويات القياسية خلال الاشهر الست من العام الفائت حيث بلغت قرابة 2,2 مليون حاوية قياسية بمعدل نمو بلغ 5,3% علاوة على أكثر من 39 مليون طن من البضائع المشحونة بمعدل نمو 1,89%.
التكلفة الاجمالية للمشروعات داخل الميناء
تبلغ التكلفة الاجمالية للمشروعات داخل الميناء أكثر من 312 مليون ريال تتمثل فى إعادة تأهيل نظام مكافحة الحرائق وشبكة الإنذارالمبكر بقيمة تقرب من 25 مليون ريال , وايضا إنشاء مظلات للمعاينة الحمركية بقيمة 25 مليون ريال علاوة على محطة كهربائية لزيادة الطاقة بنحو 109 ملايين ريال الى جانب مشروع تأهيل جارات وارصفة وشوارع الميناء وإنارتها بمبلغ اكثر من 63 مليون ريال مع تجديد الأرصة بتكلفة 50 مليون ريال والعمل على تجديد وتحديث
فهذه التجديدات والتحديثات والتطورات الحادثة بميناء جدة الاسلامى جاءت لمواجهة الطلب المتزايد على خدمات الميناء والنمو المطرد والمستمر سنويا فى اعداد الحاويات وكافة أنواع البضائع . ففي عام 2012 بلغ ماتم تداوله أكثر من 407 ملايين حاوية قياسية او مكافئة فى حين بلغت نسبة النمو 17,9% وأكثر من 63 مليون طن من البضائع المشحونة داخل الحاويات بكافة انواعها من البضائع السائبة والمواشي والمواد الغذائية ومواد البناء والمركبات والمعدات ذاتية الحركة إضافة الى تزايد اعداد الركاب بنسبة بلغت نحو 20,58% وهو مايستلزم معه ضرورة توسعة وتطوير هذا الميناء الحيوى الذى يمثل ” نقلة ” كبير ضمن الموانئ السعودية الاخري وهذا يعنى تحقيق معدلات عالمية كبيرة وبالتالى زيادة فى إيرادات الميناء فى المرحلة الجديدة القادمة .
اكبر عقود الإسناد والتشغيل
ان توقيع أكبر عقود الإسناد والتشغيل فى تاريخ الموانئ السعودي يعد واحدا من أكبر عقود التخصيصية فى الوقت الحالى بعقود تمتد على مدى 30 عاما وباستثمارات تناهز التسعة مليارات من الريالات وتلك الخطوة جاءت بالشراكة مع وزارة النقل والمركز الوطنى للتخصيص لتفعيل مذكرات التفاهم التى وقعتها الهيئة العامة للموانئ امام سمو الامير ولى العهد محمد بن سلمان حفظه الله خلال اطلاق برنامج الصناعة الوطنية والخدمة اللوجيستية ,
وهذا سوف يعزز دور المملكة للشبكات التجارية واللوجيستية فى البحر الاحمر والشرق الاوسط وسيحدث نقلة نوعية فى عمليات محطة الحاويات وسرعة التداول من خلال الابتكار المعتمد على احدث التقنيات التكنولوجية من البلوك تشين والذكاء الاصطناعى وانترنت الاشياء ليصبح اكبر ميناء ذكى بالمملكة والمنطقة واكبر ” منصة ” لوجيستية بإمتياز توفر الخدمات لاكثر من 500 مليون مستهلك فى المنطقة