Home

كريمة ابو العينين تكتب : جنية البحر وحواديت جدتى

كنا نتلهف زيارتها لنا او ذهابنا اليها فهى كانت ليست مجرد جدة لامى ولكنها كانت عالمنا الخيالى بكل مافيه. فى قريتنا القابعة فى اطراف محافظة القليوبية وفى بيت كبير مقسم بين الاخوة والاعمام كانت تعيش جدتى الجميلة البهية الطلة ، عندما كانت ترانا كان وجهها يشرق حبا وتجمعنا حولها ولاتكف عن اطعامنا لدرجة اننا كنا عند عودتنا تضيق علينا ملابسنا . فى المساء نتجمع حولها نحن وابناء الخال وبعض من ابناء باقى العائلة وتبدأ الحكى بالصلاة على النبى وتأخذنا معها فى عالم اخر من شدة الحزم فى وصف مفرداته تجعلك تغوص معها فى اعماق البحر وتخرج بالجنية التى احبها احمد ذلك الصبى الجميل الذى كان ينهى عمله فى الحقل وحينما يحل الليل يجرى الى البحر يجلس على احدى اماكنه ويطلق لخياله العنان وينعزل عن الواقع ويعيش حتى ينتهى الليل ويسمع اصوات المؤذنين بفجر جديد فيذهب ليصلى فى المسجد
  • وبعدها ينام ساعتين ويصحو ليمارس طقوس معتادة ومتكررة تأخذه يوميا الى البحر حيث يجلس بالساعات الى ان خرجت عليه فتاة فاتنة الجمال من البحر وحينما رآها جذبه جمالها ولكن الخوف دفعه للم اشياءه ومحاولة الجرى سريعا الا انها امسكت بيده وهدأت من روعه وشعر بعدها بقشعريرة تعتريه وتجبره جبرا على البقاء والاستسلام لمسكة يدها والابحار فى عمق عينيها .. اصبح مواظبا اكثر على الذهاب والانتظار والحديث معها ليقع فى غرامها ويطلب منها ان يتقدم لاهلها وهو لايعلم انها عروس البحر فهو لايراها كلها فجزء منها فى البحر وهو يحسبها تضعه زيادة فى ابهاره وحينها تخبره انها ليست مثله من البشر فهى كائن بحرى ولكنها تحبه وقلبها تعلق به ويهواه ويهوى البقاء بجواره اينما يكون ، كان عليه ان يختار بين اثنين اما ان تكون هى معه او ان يعيش هو معها فى اعماق البحار ولايرى الدنيا الا خطفا كما تفعل هى !! تركته فى حيرة ولم يعد يرها لمدة شهر كامل تدهورت فيه صحته واصبح عليلا ولا احد يعرف له دواء والكل اجمع انه مسحور وان جلوسه ليلا امام البحر قد جذبه وسلب عقله، هو وحده من كان يعرف علته ودواؤه ولذا فقد تحامل على نفسه حتى وصل الى حيث كان يراها والقى بنفسه فى البحر ومن يومها ولا احد يعلم عنه شيئا فبعضهم يقول انها اخذته واخرون يقولون انه جن وفقد عقله ورأوه يهذى فى الطرقات واخرون يؤكدون انه انتحر …..
Show More
Back to top button
error: Content is Protected :)