HomeLittle Politics

شوية سياسة : مجدي صادق يكتب : “الواشنطن بوست” واصطياد “خاشقجي” في مواجهة جيش “النحل”!

اعيد نشر مقالا حول مقتل خاشقجى والذى نشر على موقع صدى البلد فى 24 اكتوبر 2018 بعد ان افرجت الاستخبارات الامريكية تقرير حول اتهام الامير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى كورقة ضغط امريكية على المملكة لعل وعسي نفهم ماحدث !!

فى شوارع باريس وبين مقاهيها ظللت أبحث عن المقاهى التى أبدع فيها جان بول سارتر مسرحياته وابداعاته فى حى سان جيرمان، كل من مقهى فلور وديماجو حيث كنت أعد كتابا بعنوان ” أوراق مبعثرة فى مسرح جان بول سارتر ” الا ان القدر لم يمهلنى فى تنفيذ هذا الحلم بعد ان فقدت كل اصول كتاباتى حول هذا الفيلسوف الوجودى المبدع !

لكن طلت مسرحية الذباب لسارتر وأنا اتابع احداث الفيلم السينمائى حول ” لعبة ” الاجهزة الاستخباراتية فى ” بوكر” الاغتيالات والخطف واستثمار ما يحدث اعلاميا وسياسيا والذى منه !
فقد حرص الصحافى السعودى الاخوانى جمال خاشقجى على ان يلعب دور “اوريست ” فى مسرحية الذباب (كتبت عام 1943 ) لجان بول سارتر رغم انه شارك فى تأسيس جيش ” النحل ” الالكترونى لمواجهة ” جيش الذباب” السعودى !
فقد كان خاشقجى ليس فقط صحافيا وانما عضو بارز فى جماعة الاخوان المسلمين العالمية -على حد قول موقع ” ديلى ووتش “- وهو موقع متخصص فى مراقبة انشطة التنظيم الدولى للاخوان ,وكان خاشقجى ايضا يدعم كافة الانشطة والمشاريع المرتبطة والتى تخدم جماعة الاخوان حتى ان صحيفة الواشنطن بوست لسان حال التنظيم الدولى للاخوان وكل المنظمات الراديكالية الارهابية قد خصصت مساحة لتكون منصة اسبوعية لخاشقجى ضد المملكة ودول محيطها السياسى !
كان خاشقجى صديقا حميما لمراد هوفمان عضو الاخوان المسلمين الالمانى البارز وقادة الجماعة فى الولايات المتحدة امثال مزمل صديقى والراحل طه العلوانى والاسلامى المصنف باعتباره ارهابيا فى الولايات المتحدة ياسين عبد الله قاضى وطارق رمضان حفيد مؤسس جماعة الاخوان حسن البنا الذى ينتظر محاكمته بقضايا تحرش جنسى وزعيم التنظيم فى تونس راشد الغنوشى والتى اجرت معه الواشنطن بوست فى يناير 2014 مقابلة كذب فيها مدعيا ان الاتحاد الدولى لعلماء المسلمين الذي يترأسه زعيم التنظيم الدولى للاخوان يوسف القرضاوى ما هو الا تنظيما دينيا معتدلا بعيدا عن اى ” غاية سياسية “
وبالطبع كل هؤلاء وغيرهم كانوا فى ” نن العين ” للواشنطن بوست الصحيفة الامريكية العريقة واسعة الانتشار وهم يوظفون ” الواشنطن بوست ” لاستمالة اعضاء الكونجرس الامريكى ومراكز البحث ورجال الاعمال النافذين ومجموعات الضغط السياسى لتحقيق مآربهم السياسية وشن حملات على انظمة حكم عربية ومنها المملكة العربية السعودية ومصر والامارات العربية والبحرين والاردن
الغريب ان صحيفة ” الواشنطن بوست ” التى تدعى النزاهة والشفافية ودعم المنظمات والتنظيمات التى تدعى الديمقراطية والحرية كذبا بما تملكه من شبكات واسعة من المراسلين والمحررين فى كافة دول العالم تعرف الكثير عن انشطة تلك الجماعة الارهابية ولكنها بالطبع تتجاهل كل هذا وتراوغ فى كتابة الحقيقة التى تدعيها.
ففى سبتمبر 2011 نشرت ” واشنطن بوست ” تقريرا حول مسجد ” دار الهجرة ” المقام فى واشنطن وامامه (جوهرى عبد الملك ) ورغم انه مركز لتجمع جماعة الاخوان الا انه فى تغطيتها للتقرير تجاهلت كل هذا وكذبت على قرائها بأن اعضاء مجلس ادارة المسجد ( ملتزمون بشدة ايمانهم وهم محافظون )
رغم ان لائحة تأسيس المسجد تتطلب ان يكون 4 من اعضاء مجلس الادارة التسعة من رؤساء منظمات الاخوان المسلمين الامريكية الكبرى والداعين لمبادئ الجماعة والغريب ان المترددين على المسجد الكثير منهم متهم فى قضايا تتعلق بالارهاب !
لدرجة اخرى ان صحافيي الواشنطن بوست مجندون للدفاع عن اعضاء جماعة الاخوان حين كتب جلين كيسلر فى صحيفته تقريرا يفيد بأنه تحقق من مجموعة من الادعاءات اطلقها روجر ستون المستشار البارز سابقا للمرشح الجمهورى دونالد ترامب حول مساعدة هيلارى كلينتون فى حملتها الانتخابية من الاخوانية (هوما عابدين ) وام هوما هى مسؤولة النساء الاخوانيات فى الولايات المتحدة والتى تضم مايقرب من 86 منظمة اسلامية كلها ترتبط بالتنظيم الدولى للاخوان المسلمين وهى منظمات تساهم بالطبع فى حمع التبرعات لحركة حماس من ناحية ولتنظيم القاعدة من ناحية اخرى !
الطريف ان صحيفة الواشنطن بوست ومؤسسها شتيسلون هاتشينز فى عام 1877 لم يكن يفكر ابدا ان صحيفته التى اسسها تحولت للدفاع عن الارهابيين الذين تتصدر اخبارهم ونشراتهم وتهديداتهم بالقتل والتفجير للجميع حين نشرت الواشنطن بوست منذ يومين فقرات من حوار بما أسمته ( امير جنود الخلافة فى مصر ) مع صحيفة النبأ الاسبوعية التى يصدرها تنظيم داعش على تليجرام دون ان يورد اسمه باستهداف اماكن تجمعات ومصالح النصارى والجيش والشرطة واماكن المصالح الحكومية وأماكن وجود رعاية دول الغرب الصليبية فى مصر !!
وإذا كان كل من وودوارد وكارل برنشتين ابان السبعينات قد حصلا على اكبر ” خبطة ” صحافية تسببت فى استقالة الرئيس الامريكى ريتشارد نيكسون عبر صفقة ” ووتر جيت ” وقد حصلت الصحيفة المرموقة على ما يقرب من 57 جائزة بوليتزر و268 جائزة من اتحاد مصورى البيت الابيض الا ان الواشنطن بوست اخدت منحى سياسيا خطيرا حينما قامت برعاية تلك الجماعة الارهابية واخواتها من الجماعات الراديكالية الارهابية واحتضنتهم عبر كتاباتهم وتغطية اخبارهم وفعالياتهم والدفاع كذبا عنهم وهى ترتكب نفس ” حماقات ” الرئيس نيكسون ” وغسيل من نوع اخر لسمعة هذه الجماعة واخوتها !
وقد نشرت ” الواشنطن بوست ” ولا احد غيرها تسريبات وتسجيلات لمعارض سعودى حصل على حق اللجوء السياسى فى كندا وهو وراء ” افساد ” العلاقات السعودية الكندية وقد كشف المعارض السعودى المدعو عمر عبد العزيز ( 27 ) للواشنطن بوست ادعاءه بمحاولات السلطات السعودية لملاحقة المعارضين فى الخارج واغرائهم للعودة بالمال والامن عبر تسجيلات 10 ساعات رغم انه حق لأى دولة بما فيها الدول الديمقراطية الكبرى من ملاحقة معارضيها حفاظا على امنها القومى من اى تدخلات خارجية وكان عمر عبد العزيز الذى وصل كندا طالبا فى بعثة بجامعة ماكجيل عام 2009 هو كلمة السر فيما حدث لجمال خاشقجى
وكذا فى ” تدمير ” العلاقات بين المملكة وكندا بعد ان طلبت الرياض من السفير الكندى مغادرة البلاد خلال 24 ساعة وقررت استدعاء سفيرها فى كندا على خلفية انتقادات وجهتها اوتاوا للمملكة بشأن ملف حقوق الانسان , بل وجمدت علاقاتها ونقلت جميع مرضاها السعوديين من المستشفيات الكندية بعد ان اوقفت ارسال المرضى الى المستشفيات الكندية وعلقت برامج التبادل الدراسة مع كندا ونقلت طلاب البعثات الى دول اخرى حتى الخطوط السعودية اوقفت رحلاتها من تورينتو واليها.
وكانت كندا قد طالبت بالافراج عن الناشطة الحقوقية سمر بدوى 37 سنة والتى اعتقلت مرات بسبب عقوق والديها وخلافاتها الاسرية وقد تحولت بين ليلة وضحاها الى ناشطة سياسية وقد اكملت تعليمها حتى الخامسة الابتدائية رغم انها تنحدر من قبيلة “ شمر ” الا انها استطاعت ان تتزوج من محام وهو ناشط حقوقى هو الاخر اسمه وليد ابو الخير دون موافقة الاسرة ووالدها الذى وصف زواجها ” بالسفاح ” وحتى تروا حجم المأساة التى تجعلك تنطلق فى ” القهقهة ” ان الست هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية فى ذلك الوقت عام 2012 منحت سمر بدوى جائزة اشجع نساء العالم العالمية فقط لانها رفضت قضية ” العضل ” ( اى المنع من الزواج ) ضد والدها واعتبرتها وزارة الخارجية الامريكية رائدة !
وهذه بعض ما روج لها المدعو عمر عبد العزيز الذى اصبح له معجبون على تويتر خلال ثورات الربيع العربى وهو يقدم برنامجا ساخرا على “ يوتيوب ” ويبدو انها احد ادوات ” المؤامرات ” ضد الشعوب وقد اقام صداقة حميمة مع جمال خاشقجى بعد مغادرته المملكة فى 2009 وكان الاتفاق على مشروع تخريبى جديد ضد المملكة ومحيطها السياسى بما فيها مصر بكل تأكيد وكانت الخطة انشاء جيش الكترونى اسمه ” النحل ” لمواجهة ” عناصر الذباب ” مثلما اسموا المؤيدين والمناهضين لهم
وتقوم الخطة على شراء رقائق الكترونية ” سيم كارد ” بأرقام كندية وامريكية يمكن لمن هم فى السعودية استخدامها فحسابات التويتر يجب التأكد منها ويخشى هؤلاء الناشطون حدوث ارتباك ارقامهم السعودية بحساباتهم وذلك خشية مراقبتهم واعتقالهم وخصصوا 200 سيم كارد لهذا الغرض ومن ضمن المشروع انتاج فيلم قصير يصور الطريقة التى تدير بها القيادة السعودية الجديدة البلاد علاوة على مؤسسة جديدة تحمل اسم ” الديمقراطية فى العالم العربى الان “!
رغم ان عمر عبد العزيز التقى رجلين من السعودية فى مقهى ” جولييت إى تشه كلا ” فى مونتريال لاثنائه عن مهاجمة بلده السعودية والعودة الى المملكة التى دفعت له 421 الف دولار لبعثته لخدمة وطنه الا انه رفض فى الوقت الذى اكد احدهم ان خاشقجى ” صداع ” رغم انه يفكر بالعودة .
بالطبع كان خاشقجى على رأس المطلوبين من المملكة وهناك تقارير صحفية اكدت ان الامير محمد بن سلمان امر باختطاف خاشقجى واعادته قسرا الى السعودية بعد ان فاض بهم الكيل من تحركات خاشقجى ضد المملكة ومصر والامارات تحديدا ولعب دور ” دوبلير ” فى الازمة القطرية وشخصية ” اوريست ” للاطاحة برأس الملك “ايجست “واصبح خاشقجى ” الحصان الاسود ” الذى يستخدمه التنظيم الدولى للاخوان فى التحريض والايقاع بالدول مثلما كتب خاشقجى فى مساحته المستأجرة فى الواشنطن بوست التى تنقبت على ايدى ادارتها الحالية : ان استئصال الاسلاميين ليس اقل من إلغاء الديمقراطية وتواصل رزوح الشعب تحت نير الانظمة السلطوية الفاسدة نقلا عن الصديقة العراقية رشا ماهر واعتبر خاشقجى ان هذا يعنى استمرار الاسباب وراء الفوضى والتطرف وجحافل اللاجئين وهو مايؤثر على المزاج السياسى فى اوروبا والعالم !
لكن ربما الاحداث جريت دون اى ضوابط او سيناريوهات محكمة وكان الاخراج هزيلا للاسف وهو ما دعا العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز الى اعفاء 18 قيادة امنية من بينهم نائب رئيس الاستخبارات السعودية احمد عسيرى المقرب من ولى العهد ومعه خمسة من قيادات الجهاز وسعود بن عبد الله القحطانى المستشار بالديوان الملكى الذى قطع الطريق على قطر استثمار تلك القرارات للنيل من سمعة المملكة حتى ان بيان رابطة العالم الاسلامى برئاسة مفتى المملكة رئيس المجلس الاعلى للرابطة الشيخ عبد ترويح لجرائم غسل موادها المفبركة العزيز بن عبد الله آل الشيخ ” تحاول حاضنات التطرف والشر بما تنفقه على وسائط الاستئجار الاعلامى الترويج لجرائم غسل موادها المفبركة لتمريرها فيما سقطت مصداقيتها “.
 
اذا كانت السلطات السعودية قد اعترفت بشكل رسمى بمقتل خاشقجى اثر ” شجار” داخل قنصلية بلاده بمدينة اسطنبول بعد 18 يوما من الغياب الا ان الوضع ملتبس ويجتنبه الغموض خاصة بعد استدعاء الموظفين الاتراك العاملين داخل القنصلية للتحقيق معهم حول ملابسات ما حدث خاصة ان السلطات السعودية ليست بهذه السذاجة فى ان يتم قتل مواطن سعودى دخل قنصليته لقضاء الحاجة امام مرأى ومسمع من الجميع وكان من السهل اصطياده من اى مكان ولا ننسى ما فعلته الاستخبارات الاسرائيلية الموساد عندما اصطادت اخر النازيين والذى نجا من محاكمات نورمبيرج ادولف ايخمان وكيف استطاع احد رجال الموساد بخطف ايخمان فى خمس ثوان مع ان العملية كان مخصص لها 12 ثاانية !
وكيف سافر من الارجنتين الى اسرائيل على متن طائرة خاصة تم استئجارها صممت فى مؤخرتها زنزانة كان يمكن تنفيذ مثل هذه السيناريوهات المعروفة لدى كافة اجهزة الاستخبارات فى العالم حتى ان هناك اتهام للمخابرات السعودية بانها قامت بخطف الناشطة لجين الهذلول من شارع فى ابو ظبى بالامارات العربية ونقلت فى طائرة خاصة الى المملكة ومنها الى السجن اذا صح هذا الكلام فكان بالاولى ان يحدث هذا مع خاشقجى ويبقى اسرار مادار مع اوريست داخل قنصليته والاهم هى اين ذهبت جثة خاشقجى.
فقد جاءت جينا هاسبل مديرة المخابرات الامريكية المركزية (CIA ) بحثا عن اللغز فى الوقت الذى لدى ترامب مسؤولين كبار فى المخابرات التركية لفك خيوط اللغز واستثماره لصالح تركيا خاصة ان اردوغان اقترح على المملكة ان تجرى محاكمة الاشخاص الـ18 المسؤولين عن مقتل خاشقجى فى اسطنبول وقال انه لايشك فى صدق عاهل السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز , وفى ذات الوقت كثير من الصحفيين والاعلاميين يحيطون مبنى القنصلية السعودية باسطنبول انتظارا لجثة اوريست والتى يقال انها اخذها “ متعاون محلى ” على حد تعبير اردوغان الى ان تنتهى مسرحية الذباب الذى يتربص لخلايا ” جيش النحل ” ولربما سيكون عمر عبد العزيز هو الصيد القادم !
Show More
Back to top button
error: Content is Protected :)