HomeNews

خبر ديلفري : لغز اختفاء قطع البلاستيك في البحر الأحمر!

قطع ضئيلة من البلاستيك تشق طريقها إلى داخل المحار العملاق الذي يعيش في البحر الأحمر

اكتشف باحثون في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) أن المحار العملاق يلتهم جزءاً كبيراً من الجسيمات البلاستيكية البحرية الدقيقة، وهو الأمر الذي قد يساعد على حل لغز البلاستيك المفقود من البحر الأحمر.

كان باحثو مركز أبحاث البحر الأحمر التابع لـ«كاوست» سبق أن أثبتوا أن البحر الأحمر يحتوي على كميات متدنّية نسبياً من الحطام البلاستيكي العائم على مياهه السطحية، وهو ما ظل عصياً على الفهم، قبل أن يقيّم الباحثون الدور الذي يؤدّيه المحار العملاق كبالوعة تلتهم البلاستيكيات البحرية، ويكتشفوا عدداً من النتائج المدهشة.

جمع الباحثون أربعاً وعشرين محارة من البحر الأحمر، ووضعوها في أحواض مائية تحتوي على حبيبات بلاستيكية يتراوح حجمها بين 53 إلى 500 ميكرومتر – وكانت دراسة مسحية تعود لعام 2017 قد أفادت بفقدان هذا النطاق الحجمي من البحر الأحمر – وبقياس التغيير في تركيز الجسيمات البلاستيكية الدقيقة بعد 12 يوماً، وبإحصاء الحبيبات في الجهاز الهضمي للمحار وأصدافه، قدّر الفريق كمية البلاستيك التي اصطادها المحار.

وكشف التحليل الذي أجراه الباحثون عن استهلاك المحار للحبيبات، بمعدل 100 حبيبة لكل محارة في أثناء التجربة.

وبينما كان المحار الأكبر يميل إلى التهام الحبيبات الأكبر، لم يفضّل المحار الأصغر حجماً معيناً، ولم تعتمد الكمية المستهلكة على تركيز الحبيبات، لكن ما أثار دهشة الفريق البحثي أن هذا الاستهلاك النشط لم يمثّل سوى جزء صغير من البلاستيك الذي اصطاده المحار.

وتوضِّح باحثة الدكتوراه، سيلفيا أروسا، المؤلف الرئيسي للدراسة: «في البداية، ركزنا على عملية الهضم، ولكننا أدركنا بعد ذلك أن معظم البلاستيك كان ملتصقاً بسطح الأصداف».

وبلغ عدد الحبيبات المتراكمة سلبياً على الأصداف من 30 إلى 100 ضعف العدد الذي استهلكه المحار، مما أدَّى إلى إزالة نحو 66 في المائة من البلاستيكيات الدقيقة من عمود الماء، ولم يؤثّر حجم المحار في عدد أو حجم الحبيبات الملتصقة، ولكن ارتفع عدد الحبيبات التي اصطادها المحار مع زيادة تركيزها.

وعمود الماء هو مفهوم يستخدم في مجال علم البحار والمحيطات لوصف الخصائص الفيزيائية والكيميائية لمياه البحر على أعماق مختلفة في منطقة جغرافية بعينها. ويمتد عمود الماء من السطح إلى القاع ويمكن أن يصل إلى عمق 11 كيلومتراً.

تعدّ هذه الدراسة واحدة من أولى الدراسات التي تتحرَّى كمية البلاستيكيات التي تعلق بسطح الكائنات البحرية.

تقول أروسا: «لعل معظم الناس يعرفون أن الحيوانات البحرية تأكل البلاستيك البحري، ولكنهم على الأرجح لا يدركون أن هذا البلاستيك يمكن أن يتراكم على سطح هذه الحيوانات، وأن تأثيره لا يتوقف عند حدود الكائن الحي فحسب، وإنما يمتّد أيضاً إلى النظام البيئي بوجه عام».

وتتراكم الجسيمات البلاستيكية الدقيقة على امتداد السلسلة الغذائية، حتى تجد طريقها في النهاية إلى داخل أجسام البشر، الذين لا يتوقفون عن امتصاص الملوّثات أيضاً.

وبينما تبدو عملية إزالة الجسيمات البلاستيكية الدقيقة بفعل المحار مفيدة للنظام البيئي، تؤكد أروسا أن الكمية المزالة ضئيلة بالمقارنة مع مقدار التلوث البلاستيكي في المحيطات، وتابعت: «في الواقع، ربما يفوق الضرر اللاحق بالمحار أي فوائد ممكنة لإزالة البلاستيك من النظام البيئي».

وتضيف أروسا: «ينبغي أن نجد طُرقاً بديلة لحلِّ هذه المشكلة، بما في ذلك منع النفايات البلاستيكية من تلويث الأنظمة البيئية البحرية في المقام الأول».

تقدّم هذه الدراسة تفسيراً جزئياً لانخفاض كثافة البلاستيكيات الدقيقة في العمود المائي بالبحر الأحمر، كما تعرض أهمية دراسة البنية ثلاثية الأبعاد للكائنات والأنظمة البيئية لفهم مصير المواد البلاستيكية الدقيقة في الأنظمة البيئية البحرية.

نقلا عن الشرق الاوسط 

Show More
Back to top button
error: Content is Protected :)