HomeLittle Politics

مجدى صادق يكتب : الجواسيس أم المنجمون أم قبائل الزولو يحكمون العالم (3-2)

هل استخدمت اسرائيل السحر الاسود  من خلال 3 الحاخامات لتصفية عبد الناصر ؟ و ماهى العرافة اليهودية التى تنبأت باغتيال السادت ؟

حرم الرئيس الاسرائيلى هيرتزوج تطلب من السادات قراءة ” الكف ” والرئيس الامريكى ريجان لايتحرك الا بتعليمات عرافته ( جوان كويجلى )

حكاية العرافة البدوية ” ام ماجد” والرئيس مبارك والعراف السودانى الذى تنبأ للضابط حسنى مبارك بانه سيكون رئيسا لمصر

مجدى صادق

No description available.

كانت كامب ديفيد أحد الأماكن التى كانت تتخذها نانسى ريجان لتجرى معظم أحاديثها مع منجمتها فيما يتعلق بتنظيم مواعيد ريجان، حتى إن دونالد ترامب رئيس العاملين بالبيت الأبيض وسكرتير الرئيس رونالد ريجان كانت تثير ارتباكه، لدرجة أنه كان يحتفظ بمفكرة ذات أوراق ملونة على مكتبه، الأوراق الخضراء تشير للأيام الجيدة والأوراق الحمراء تشير للأيام المشئومة والأوراق الصفراء للأيام المشكوك فى أمرها.

هكذا كانت قرارات رئيس أكبر دولة فى العالم وتحركاته رهينة “المنجمة” (جوان كويجلى) التى تحولت إلى الحاكم الفعلى الغامض الذى يدير البيت الأبيض!

فالتنجيم يعتبرونه علم   على الرغم مما نردده معا: كذب المنجمون ولو صدقوا!
وهو مرتبط بالنجوم ودورة الافلاك وحركة الكواكب ومدى تأثيرها على البشر، وفى فرنسا –مثلا– يسمح القانون بفتح عيادات متخصصة للمنجمين على الرغم من تجريم السحر والشعوذة والدجل، وهناك جلسات لتحضير الأرواح، وهو منذ عهود غابرة بعيدة منذ عهدى الملكين لويس الثالث عشر والرابع عشر وكان بفرنسا إبان القرن الخامس عشر أكثر من 3 آلاف ساحر وساحرة، وكان لكل نبيل ونبيلة أو سياسى ساحره الخاص، ويكفى أن تعرف أن الفرنسيين يدفعون وحدهم على التنجيم سنويا أكثر من 30 مليار يورو وهناك ما بين 30 إلى 40 ألف محترف بهذه المهنة تحت ظل القانون هذا عدا آلاف من المدعين!

بينما العرب يصرفون من 5-7 ملايين دولار سنويا على السحر والشعوذة

وتوقعات الأبراج ففى علم التنجيم 4 أقسام وهم التنجيم الولادى المرتبط بتاريخ مولدك والاختيارى والتنجيم بالحدث ثم تنجيم العالم وقد تصدق واحدة من قبيل المصادفة،  حتى تحول الايمان بصدق توقعات الابراج الى نوعا من “الإدمان”
ويقولون إن زعماء مصر كان لهم مثل كل سياسيين العالم منجمين، بينما كان عبد الناصر يحب الاستماع الى المشتغلين بهذا العالم “الميتافيزيقى” المرتبط بالارواح وغيرها، ومن بينهم الشيخ محمد لبيب الذى كان يستدعيه لتسلية الضيوف بألعابه السحرية.

ولا ندرى دقة تلك المعلومة ومدى مصداقيتها فى إن أحد الحاخامات اسرائيلى ويدعى بنياهوشموئيلى، كان قد اعترف بمسؤولية 3 الحاخامات لتصفية عبد الناصر والتخلص منه عام 1970، باستخدام السحر الأسود، والغريب ان الثلاثة وهم اسحق كدورى وشاؤول داود ويوسف زاروق ينتمون لحركة القبالاة “التصوف اليهودى” مشهورة بأعمال الشعوذة والسحر الأسود.

فى حين ان الرئيس السادات كان ينفر من هؤلاء المنجمين والدجالين على الرغم أنه فى 29 مايو 1949  حينما فصل الضابط محمد انور السادات راح يستمع الى احد العرافين يخبر زوجته جيهان صفوت وهو يقرأ لها الكف انها ستصبح سيدة مصر الاولى!
فى حين عندما طلبت منه حرم الرئيس الاسرائيلى حاييم هيرتوزج قراءه كفه اعتذر وقتها السادات مداعبا حرم الرئيس الاسرائيلى على أن القدر يرسمه الله، وكانت احدى العرافات اليهوديات عام 1981 قد تنبأت باغتيال الرئيس السادات قبل نهاية العام ونشرت الصحف الاسرائلية هذه التوقعات للعرافة اليهودية، وأيضا روت ياجيل ديدييه عرافة بوتين فى كتاب لها، انه عندما استشارها احد رجال السياسة اللبنانيين فجأة قالت له: ان السادات سيقتل وفعلا حدثت عملية الاغتيال.

وفى منتصف السبعينات عندما زار مصر الرئيس الامريكى جيمى كارتر كان أول ما طلبه من الرئيس السادات وسأل عنه اسم سيدة غجرية تعيش فى منطقة نزلة السمان بالهرم، واندهش الجميع حينما قال لهم.. انه زار مصر فى الستينات وقبل أن يفكر فى الترشح للرئاسة تقابل مع هذه السيدة التى تنبأت له بانه سيصبح رئيسا لامريكا!

أما الرئيس المخلوع حسنى مبارك فيقولون أنه كانت تزوره بالمستشفى العرافة البدوية أم ماجد لقراءة طالعه فقد كانت لها علاقة قوية بمؤسسة الرئاسة وأن السيدة سوزان مبارك كانت دائما تستشيرها فى العديد من الأمور الهامة فى حياة الرئيس.

والاهتمام بالتنجيم مع مبارك بدأت علاقته عندما كان ضابطا فى السودان، وهناك تعرف على عراف سودانى تنبأ له بانه سيصبح رئيسا لمصر وهو ما قالته عرافة فرنسية بعدها بانه سيحكم مصر بالدم!

ويبدو أن الدكتور بطرس غالى كان يعرف اهتمام مبارك بالتنجيم ففى زيارة لمبارك للعاصمة الفرنسية باريس عام 1982، احضر له الدكتور بطرس غالى منجمة فرنسية شهيرة فى أوساط المجتمع السياسى الفرنسى والدبلوماسى والفنى لقراءة الطالع للرئيس مبارك ويبدو أنها كانت اهتمامات مشتركة بين مبارك وغالى!

فالتنجيم والمنجمون أصبحوا هم من يديرون القادة السياسيين فى العالم ففى دولة مثل “بورما” كان رئيسها السابق الذى يدعى (تاى شوى) مصاب بهوس السحر والتنجيم، حتى انه قام بنقل العاصمة من مدينة يانجون الى قرية نائية تسمى “نيبيداو”، بسبب منجم تنبأ له بسقوط الحكومة اذا لم ينقل العاصمة!

Image

وإبان حكم الرئيس السابق صدام حسين، وايضا كان مهووسا بالمنجمين والعرافي، وقد استضاف فى قصره الجمهورى احد العرافين ويدعى احمد صلاح الدين، وكان من اكثر المقربين من صدام حسين، الذى أمر بقتل عرافة تنبأت بأن حكمة سيزول بعد 23 عاما من توليه الحكم، بينما يصبح المنجم احمد صلاح الدين إبان الحرب الكويتية العراقية الرئيس صدام بالهرب بعد سقوط بغداد، والا سوف يقتل ولم يستجيب له صدام.

فى حين أن عرافا نصح رئيس سيريلانكا السابق “ماهيندا راجا باكسا” ان يدعو الى انتخابات مبكرة وكان فى عام 2015، لكن هذه الانتخابات انتهت على عكس ما قاله العراف بخسارته أمام منافسة “مايثريبا لاسيزيسنا” ورغم 32 سنة قضاها العراف مع “ماهيندا راجا” الا أنه لاذا بالفرار بعد سقوط رئيسه!

واذا كان المنجمون يستخدمون الآن أجهزة الكمبيوتر تقوم بمهمته، فان هناك عرافين أو عرافات يستخدمون وسائل أخرى للتنجيم مثل جيميما باكنجتون (62 سنة) وهى العرافة الوحيدة هى التى يمكنها إلقاء تلقى نظرة على المستقبل عن طريق رمى الهليون فى الهواء، وقراءة دلالة ذلك، وهى التى قالت إن فوز الجمهورى دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة دليلا على اقتراب نهاية العالم، لذا اعتبرت صحيفة “ديلى اكسبريس” البريطانية أنه تحقيق لنبوءة المنجم الفرنسى “نوستراداموس” فانصاره لم يفاجئوا من فوز ترامب لأن منجمهم توقع ذلك فى القرن السادس عشر!

ويتعرض ترامب الآن لحملة من أنصار السحر الأسود للتخلص منه، وهناك عشرات من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى والشبكة العنكبوتية لتلك المعركة.

"تنين يحكم العالم وقطارات بتطير".. أغرب التنبؤات من 2020 لـ2022

وتأتى العرافة الكفيفة البلغارية المعروفة باسم بابا فانجا (فانجيلليا بانديفا ديميتروفا)، والتى توفيت عام 2016 عن عمر يناهز 85 عاما، وكانت تعرف باسم “نوستراداموس البلقان” حيث ولدت باحدى القرى البلغارية تسمى “ستروميكا” فهى اول من توقع بأحداث 11 سبتمبر فى الولايات المتحدة وبخروج بريطاني من الاتحاد الأوروبى منذ سنوات، وهى التى تنبأت بان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين سيكون “سيد العالم” وروسيا ستصبح “سيدة العالم” بعد أن تتحول أوروبا الى “ارض خاوية” بسبب غزو جهاديين اليها وقد حذرت منهم.

وقالت: اذا استمر النزوح الجهادى الى أوروبا بدون إجراءات احترازية سيتم تأسيس دولتهم فى عام 2043 وتكون عاصمتها روما.. بحسب مان قلته صحيفة “ميرور” البريطانية ولصدق تنبؤاتها وصفها أهل قريتها بـ “الاعصار المجنون” وقد كانت مستشارة لزعماء الحزب الشيوعى البلغارى ،حيث يعج بيتها بالسياسيين من كل صوب.

ولخطورتها كانت دائما تحت المراقبة من قبل أجهزة استخباراتية وقد توقعت بانه بحلول 3797 سيموت كل شيء على الأرض، بينما يطير البشر الى كوكب الزهرة عام 2028 بحثا عن موارد جديدة للطاقة.

وقد تنبأت بوصول أوباما للرئاسة، بان الرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدة سيكون افريقيا امريكيا!

ويبقى الرئيس الفرنسى الراحل فرانسوا ميتران الذى اتهمته الصحافة الفرنسية بأن المنجمة “اليزابيث تسييه، احدى عشيقاته فقد كانت مستشارته الروحيه طوال السنوات الست الأخيرة فى حياته، وقد تعود حرس قصر الاليزيه على زياراتها المتكررة وقد أصدرت العديد من الكتب، وتصدرت أخبارها مانشيتات وعناوين العديد من الصحف والمجلات، وكذا المنجمة “دجوانا “بالنسبة للرئيس الروسى الاسبق بوريس يلتسن فقد كان هؤلاء الزعماء جميعا يثقون فى المنجمين والمنجمات أكثر ثقة من مستشاريهم.

Image

وعلى الرغم من “هوس” رجال السلطة والحكم بالتنجيم والمنجمين الذين يشاركونهم إدارة الحكم، الا انهم كانوا يخفون ذلك حتى لا تؤثر على شعبيتهم.

ولكن نانسى ريجان زوجة الرئيس الامريكى الاسبق رونالد ريجان مع أمثال هؤلاء المنجمين والمنجمات قصة مختلفة!

فرونالد ريجان الرئيس الاربعون للولايات المتحدة ( 81—1989 ) فى البداية كانت قد استعادنت زوجته بعراف هندى صنع لها تعويذة ليضعها زوجها الرئيس فى عنقه وبعد رفضه، وضعتها نانسى تحت وسادته.

وريجان نفسه كان يعتقد فى الرقم 33 وبوجود روح لنكولن التى تسكن البيت الابيض، وكان يعتقد فى الاحلام، حيث لازمه حلما بانتظام قبل أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة: ك”نت احلم اننى فى قصر كبير وحجرات كبيرة واننى اشتريته مقابل أغنية!

ومن يقرأ مذكرات نانسى ريجان التى كتبتها كيتى كيلى وقد قرأتها مرات، يجد أن نانسى ريجان كانت لا تتحرك ولا تأخذ اى قرار حتى ولو دعوة عشاء او مؤتمرا صحافيا الا بعد استشارة عرافتها!

وقد آمنت أن القدر قد ربطها بريجان زكان مما يثير تشاؤمها أن تضع قبعة علىسشريرها او تمشى تحت سلم او ان تضع احذيتها فى رف أعلى من رأسها، والغريب انها كانت تنام بعرض السرير وتنقر على الخشب بأصبعها وكان ريجان يتأثر بتصرفاتها الغريبة.

كانت نانسى تقضى ساعات طويلة مع منجمتها “وان كويجلى” منجمة فرانسسيكو لتحديد الوقت الأمثل مثلا لتوقيع اتفاقية الحد من الأسلحة النووية المتوسطة المدى، والتى فشلت بعد إصرار جورباتشوف على مهلة 10 سنوات لحظر تطوير هذه الأسلحة الاستراتيجية لكن تم توقيع الاتفاقية فى ديسيمبر 1987 فى واشنطن مثلما طلبت منجمتها!

ويذكر أن المنجمة كانت قد أعدت قائمة بالأيام منذ بداية أغسطس حتى يوم الانتخابات التى ترشح فيها ريجان فى شهر نوفمبر، وريجان فى الأصل لم يكن حريصا على الترشح لانتخابات الرئاسة سواء فى 1976 التى فشل فيها مثلما تنبأ له عراف هوليود كارول رايتر، وهو عراف فنانى هوليوود أو فى معركة 1980 التى نجح فيها طبقا لتعليمات عرافتها “كيجلى حتى أن ريجان كان سعيدا بعروض الإذاعة وعموده الصحفى الذى يدر عليه 200 الف دولار سنويا وقال وقتها: ان هذا العمل اأثر فائدة من الدخول فى سباق الرئاسة، لكن نانسى شعرت بلذة السلطة وطلبت المزيد ودفعته دفعا حتى أن المسكين استسلم ووافق على خوض التجربة، ورغم انه سقط فى مواجهة جيمى كارتر، الا ان نانسى لم تيأس، ودخل معركة 1980 ومن بين ما قالته عرافتها: انها ارسلت تقريرا مكتوبا باليوم والساعة حول أشياء يجب أن يقوم بها ريجان خلال ايام معركته الانتخابية.

Image

وطلبت منه: الا يتحدث فى السياسة الخارجية يوم 19 اغسطس ولكن لم يستمع لطلبها وكان هذا هو اليوم الذى تحدث فيه عن تايوان بدلا من الصين، فقالوا عنه: انه قليل الخبرة فى شؤون السياسة الخارجية، وبالفعل منذ ذلك الوقت بدأ العاملون فى حملته الانتخابية يهتمون بما تقوله كويجلى.

خاصة وقد اكدت نجاحه وهو الخبر الذى أسعد ريجان وزوجته وهم يستمعون الى نتيجة الفوز وهما معا بملابس الحمام!

لذا حرص ريجان وزجته ان يعتمدا على الأمن فى رسم خريطة تحركهما بناء على قرارات منجمتهما جوان كويجلى التى كانت تستشير النجوم لمعرفة متى يغادران البيت الابيض ومتى يهبطان فى احد مطارات السلاح الجوى كان مايك ديفز رئيس البيت الابيض قبل إقالته يستعين بتقارير المنجمة فى رسم برنامج الرئيس اليومى!

هكذا لعب ويلعب المنجمون والمنجمات الدور الخفى فى إدارة هذا العالم من خلال ما يملوه على الرؤساء والزعماء وأصحاب القرار فى العالم من تعليمات فى شكل نصائح وتنبؤات من خلال حركة الكواكب فهم بمثابة احد أدوات “اللهو الخفى” الذى يدير هذا العالم!

نشر هذا المقال ضمن ثلاث مقالات يوم 28 ابريل 2018 على موقع صدى البلد الاخبار

Show More
Back to top button
error: Content is Protected :)